هَـذَيــــانْ-سعد الحجي- بنغازي - ليبيا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

هَـذَيــــانْ

عندَ الرابعةِ قبيلَ الفجر أتيتِ مشاكِسةً

تقتحمينَ وأعني تختلسينَ مجيئاً

تَـنْسَلّينَ بثنايا حلمٍ موجوعٍ ،

لا يمكنني -وإن أوْجَعهُ- قبولَ الهَتْكِ

فأحلامي مُتهتّكتي وأيضاً مملكتي ..

فحذارِ من التجوالِ هناكَ  

فلا تجوالَ، ولا أقوالَ ، ولا أفعالَ ،

ولا أملَ بأنْ تقترفي النظرَ الساهمَ -والنابلَ!- 

أو حتى تقليبَ رموشٍ

ولماذا أكْترثُ، الليلةَ أستأجرُ حَرَساً ليليّاً فظّاً

سأحشّدُهم في أطرافِ الأجفانِ 

وعند الأذُنينِ كسدّاداتِ القُطنِ ، 

وقلتُ الليلةَ أنْعُمُ في أحلامٍ لا يقربُها ذَنْبٌ أو آثامٌ

ذنبُكِ: خيطٌ يترنّحُ يهبطُ من سقفِ قِبابِ التّابو

-تابوهاتُكِ أنتِ- 

فيُبْقيكِ مُعلّقةً تسقيني العشقَ الناضِحَ والنّاضبَ

ومواعيدَ رحيلٍ تبتكرينَ صياغتَها

آثامي: تتقافزُ عابثةً إذ أُبْقيكِ وأُبْقيني

في أُرْجوحةِ دورانٍ بينَ

نكونُ ، وقدْ ، ولعلّ ، ولا ، ثمّ نكونُ ،

فقلتُ الليلةَ أهنأُ بالوحدةِ

والصمتِ المتخللِ بين النوتاتِ لموسيقى شوبانَ * 

ولكنّ حراكَ ظلالِ الحرسِ وهم يَـمْضونَ سِراعاً ويجيئونَ

وزعيقاً مكتوماً يُطلَقُ في همسٍ بين ذَهابٍ ومَجيءٍ

أرّقَ أحلامي ، 

ثم لمحتُكِ عن مَبْعدةٍ تبتسمينَ!

أ تبتسمينَ على حلمٍ موجوعٍ ضاعَ

أم من شوبانَ الحانقِ والغارقِ في ألحانٍ مُهمَلةٍ

يمنعُها الحرسُ القُطْـنِيُّ عن  الأسماع ؟

الآن سأصْرفُ كلَّ الحرسِ

وكلَّ الصمتِ المتخلِّلِ بين النوتاتِ

وكلَّ حسيسِ الوحدةِ ،

وأبقى منتظراً 

لو تأتينَ  

-وأعني طبعاً: تختلسينَ مجيئا!-



 
  سعد الحجي- بنغازي - ليبيا (2011-05-28)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

هَـذَيــــانْ-سعد الحجي- بنغازي - ليبيا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia